رأت العصور الوسطى أن أوروبا تشكل هوية جديدة كمجموعة من الدول الفردية ، التي لم تعد جزءًا من الإمبراطورية الرومانية المنهارة ، والتي طورت طابعها العرقي الخاص و صاغت هويات جديدة أبعدتهم عن المجد الضائع للإمبراطورية الرومانية إلى عرقهم ، كانت تجربة النضج وهي عملية تطورية شهدت الدول النامية في وتيرتها الخاصة حيث كافحت لاستبدال حماية روما بقوتها المحلية نقطة التحول إلى عصر النهضة أو الولادة من جديد.
إن ما فعلته الأمم تلك بمجرد تمكنهم من ذلك كان أوله التوجه للكنيسة الرومانية الكاثوليكية، اللتي عرفت نفسها على أنها الحامي الروحي للمؤمنين المسيحيين، بأن أبعدوا سلطتها القوية و الطاغية اللتي كانت بالعصور الوسطى ، فهم نفسهم المؤمنين المسيحيين المطيعين اللذين سعوا إلى الأرثوذكسية و أطاعو في أغلب الأوقات القواعد البابوية خضعوا لتغيير كبير بمجرد الطلوع من العصور الوسطى .
_كان عصر النهضة فترة زمنية بدأ فيها الأوروبي في التساؤل عما قيل له أنه مقدس و جائت تساؤلاته عن طريق الفن و الإختراعات ، العلوم و الأدب و اللاهوت، و سعت الدول المنفصلة في القارة الأوروبية إلى الحصول على ايجابات لم تكن الكنيسة الرومانية الكاثوليكية راغبةََ أو ربما غير قادرةِِ على تقديمها.
الكنيسة اللتي أصبح المسيحيين ينظرون اليها ككيان سياسي قوي يثير الريبة و الشك، يرجع ذلك إلى انتشار التعلم، خصوصا بعد اختراع مطبعة جوتنبرج اللذي ساهم في انتشار الأفكار الجديدة و الجريئة اللتي اصبحت تُنقل عبر حدود أوروبا بتيار أسرع مما يمكن للكنيسة إسكاته.
الباباوات الفاسقين أصحاب السلطة اللذين يستغلونها في إيقاف كل تحدِِ يواجهونه لم يقدروا على الوقوف مرة أخرى أمام فضيحة تمرد القس الألماني اللذي كشف ممارسات فاسدة تنكرت في صورة سلطة كنيسية ، عندما انهارت جدران القدسية انفجرت النزعة الإنسانية ،و ألهمت فن مايكل أنجلو ، وعلم فيزاليوس ،و أدب شكسبير و سرفانتس.
_لكن مع فقدان التوحيد الديني جاءت نزاعات مروعة اذ عانت فرنسا من مذبحة يوم القديس بارثولوميو و رحبت اسبانيا بمحاكم التفتيش لتطهير البدعة .
و في الأخير تم تقسيم البلدان المنخفضة بين الكاثوليكية و البروستانتية ، فعاش عصر النهضة انتصارا للروح الانسانية و أكد قدرة و إرادة الإنسان القوية في التغيير نحو الحرية و الازدهار فقد كان هناك استعداد للموت من طرف رجال و نساء في سبيل حقهم بالتفكير بحرية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق