بحث داخل المدونة

إيطاليا من العصور الوسطى إلى عصر النهضة الأوروبية


 
الولادة و البدايات الإيطالية : 🌸

ذات مرة كانت روما إمبراطورية عظيمة شاملة أراضٍ لم تكن لها بل بكياناتِِ أخرى قبل روما لكن خضعت تحت قوة الجيش الروماني العظيم ، و بعدها سقطت روما و اضطرت كل الكيانات اللتي ليست مقيدة بسلطة مركزية الرجوع إلى أصلها او التفرد بنفسها تمييزا لنفسهم كجزء من أوروبا .
المدن كانت مهمة جدا و لكنها تنتمي إلى الدول اللتي تتواجد داخلها كروما اللتي ذهبت لإيطاليا بعدما كانت مركز إمبراطورية الروم العظيمة ، بينما الكنيسة تولت ولايات في روما و و سميت بالولايات البابوية و شبه الجزيرة الايطالية للحفاظ على تراث روما الروحي و تحت القناع قوة سياسية خبيثة تريد الانتشار .
_كانت البندقية و فلورنسا جمهوريتان يسيطر عليهما النبلاء و الرأسماليين اللذين اكتسبو ثروة من التجارة بدلا من الميراث العائلي، و كانت نابولي مملكة و ميلانو دوقية ، مشكلين مجتمعين إيطاليا الحديثة ، و قد كانو المسيطرين على التجارة و الفنون و السلطة في أوروبا .

 الثروة غيرت تركيبة السكان تلقائيا ، طبعا لم يكن المصرفيين ارستقراطيين أو كرماء على الفقراء لكن اكتسابهم للثروة يعني اعادة توزيعها ، فمنذ متى كانت السلطة قائمة على امتلاك الأرض من الأثرياء و تحولت بعد ذلك ثروتهم تجاريا !! و إلى من لا يملكون نسب ميلاد ؟! المصرفيون امتلكوا المال و النبلاء اقترضوه منهم كي يمولوا حروبهم و تجارتهم و يبقون أملاكهم آمنة، لكن بنهاية القرن الخامسة عشر فقد النبلاء اللذين لم يسددوا قروضهم كل أموالهم لصالح القوى التجارية فقد كان هناك هيكل سلطة جديد يتشكل.
كثرت تجارة العبيد انذاك و هي المحاولة الأولى في أوروبا ما بعد الكلاسيكية باعتبار تجارة العبيد خيارا اقتصاديا خلال فترة شكل فيها الفقراء ثلث القارة ،،، كان التجار في الرتبة الثانية طبقيا تحت المصرفيين اللذين صارو سماسر سلطة بعد امتلاكهم الثروة الكبيرة و دعمهم للرأسمالية ، لكن اجتماعيا كانت طبقة النبلاء التقليدية على رأس الطبقات و يليها التجار فهم من كان مسيطرين على المدن ظاهريا.
ثم بدأت العقول اللامعة في إعادة اكتشاف جذورها الرومانية و اليونانية فعصر النهضة كان متجذرا في تراثه المفقود و بنى فلسفة جديدة تجاوزت الصيغة الكنيسية اللي تزهد في الاستكشافات الدنيوية، فأصبح الجمال و العقل نجوم الجيل الأوروبي الحديث اللذي يتطلع إلى تحديد العالم ، بينما حول الباباوات بالسلطة و المحسوبية نهضتهم إلى شركة عائلية .
حيث كان {البابا يوليوس الثاني} عام الف و خمسمائة و ثلاثة، و هو نفسه شقيق {البابا سيكتوس الرابع} ، و في سن 18 ربيعا فقط قبل توليه هذا المنصب انتخب مستشارا {للبابا إنوسنت الثامن} عام 1471 ، روحانيته لم تهم أمام شبكته الدبلوماسية و قد بعث إلى فرنسا مرتين داعيا الفرنسيين الى التدخل في الشؤون الإيطالية.
بداية ايطالياالمبكرة لم تمنح عصر نهضتها طول العمر ،ففي نهاية القرن الخامس عشر كانت إيطاليا تمزقها الحرب، كانت الكنيسة الرومانية الكاثوليكية تحارب بلا رحمة المعارضين المفكرين ، و أرادت فرنسا و اسبانيا و إنجلترا و دول اخرى نهب دول المدن اللتي شكلت إيطاليا ، لكن ليس وحدهم من أرادوا نفس الشيء فالبابا أراد له نفس النية و الإمبراطور الروماني المقدس له ايضا مخططات لتلك الأراضي .
تم خنق عصر النهضة بعد تأسيس محاكم التفتيش سنة 1545 ، فأصبح الفكر و التساؤل بدعة و انتشرت تلك المحاكم مستغلة نفوذها القوي في البلدان الكاثوليكية محاولة ازالة اثر كل ما اعتبرته بدعة، لكن بعد انفجار عصر النهضة بأوروبا كلها و إعلان نهضة الفكر الحر الكنيسة فقدت السيطرة حتى على اشد المؤمنين ، كانت عقولهم تبحث عن الحقيقة و الحرمان الكنسي اللذي استعمله الباباوات لم يعد مخيفا كفاية و هو اللذي كان سابقا الأكثر اقناعا من طرف الكنيسة للحفاظ على رعيتها في الطابور .

دول المدن الإيطالية :

_بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية ، لم يتطور المشهد الجغرافي لإيطاليا إلى أمة و بدلا من ذلك شكلت جمهوريات مستقلة أو دول المدن ، كانت فلورنسا هي جوهر كل منهم، فبعد لندن و القسطنطينية كانت الأكبر بعدد السكان في أوروبا مما جعله مركزا تجاريا قويا ، و الفلورنسيين حضوا بميزة الثراء المادي و الفكري أيضا بعد بزوغ شمس النهضة الحديثة فضهروا كرعاة للفنون بعد دعمهم لعدة مواهب فأصبحت فلورنسا حاضنة عصر النهضة ،من المناسب ان مدينة ايطالية ينسب لها الفضل و تكون مسقط رأس النهضة الأوروبية لكنها كانت مبكرة قليلا .

روما في عز قوتها رعت سلامة أوروبا و ازدهارها، لكن بحلول عام 476 عندما تم خلع الإمبراطور { رومولوس اوغوستوس}، و أصبح {أودواكر} ملكا لإيطاليا ، انتهى أمل عودة الإمبراطورية و إحياء سلطتها، لكن روما المدينة كانت مقر السلطة المسيحية الكنيسية، و الروحية و تنتظر الوقت المناسب لتنافس سلطة القوة الإمبراطورية لسابقتها.

كانت العصور الوسطى فترة زمنية معقدة شهدت تحول أوروبا من مجموعة دول متنوعة ضعيفة إلى مشهد سياسي قوي ، و بحلول 1450 اللذي يراه الكثير سنة انطلاق عصر النهضة شهدت أوروبا : التقدم التكنولوجيي و صعود النظام الملكي و القدرة المطلقة للكنيسة، و المجاعة مع الطاعون اللذي أدى إلى انخفاض سكانها بنسبة تزيد عن 40% ، فرنسا و إنجلترا بعد نزاعات عديدة عاشو حرب المئة عام ،و {جان دارك} تم حرقه من طرف الانجليز، و {شرلمان} سيخلق إمبراطورية ستضيع بسبب ورثته .... في النهاية الملوك يعون في الجهل و النحيب على قلة المعرفة من شأنه ان يدعم نمو التعلم.
_بحلول نهاية عصر النهضة لم تعد عقلية القرون الوسطى موجودة ، فسلطة الكنيسة هيمن عليها العلم ، و يؤدي نمو الحكومة التمثيلية إلى انهاء مفهوم و قوة الملكية تدريجيا ، و بعد أن انهكت القوة اولئك اللذين سعوا إليها، الفنون انارت اولئك اللذين استمتعوا بها، فقد كان عصر النهضة مليئاََ بالمواهب و الفنانين اللذين جعلت موهبتهم عوالمهم لوحةََ فنية.


الفن الإيطالي بين العصور الوسطى و النهضة الأوروبية :


المهندس المعماري {فيليبو_برونليسكي} ألهمت روما الكلاسيكية عمله العظيم جدا :" كاتدرائية سانتا ماريا ديفيوري بفلورنسا" بقبتها ذات الثمانية جوانب ، كانت تعتبر و لا تزال تحفة فنية من هندسة لم تستخدم أي دعامات لوزنها البالغ 37 ألف طن ، لكن ككل فنان بارز في عصر النهضة لم يكتفي {برونليسكي} فقط بتصميم المباني ،لقد كان رساما أيضا و غير طريقة فن الرسم إن صح القول ،، استخدمت رسوماته منظورا خطيا بحيث يرسم من وجهة نظر المشاهد مما يسمح للفضاء بالانحسار في الإطار ، لكن وجب الذكر ان طريقته هذه على الرغم من نجاحه بها إلا انها تعود لمهندس معماري اخر : {ليون باتيستا ألبيرتي} اللذي تبنى العديد من الفنانين أعماله في الرسم.
هل بدأ عصر النهضة الإيطالي مبكرا ؟ لأن فنان ك{فيليبو_برونليسكي } في مسابقة لبناء الأبواب البرونزية لمعمودية كاتدرائية فرنسا ، فاز {غيبيرتي} و لكن هذا لا ينفي أن {برونليسكي} ليس له مثيل ، و مع مجموعة تشمل {دوناتيلو} و {ماساتشيو} الفائز هم الأجيال القادمة .


العصور الوسطى و النهضة الأوروبية و المراحل اللتي عاشها الشعب الأوروبي انتقالا للعصر الحديث

  


رأت العصور الوسطى أن أوروبا تشكل هوية جديدة كمجموعة من الدول الفردية ، التي لم تعد جزءًا من الإمبراطورية الرومانية المنهارة ، والتي طورت طابعها العرقي الخاص و صاغت هويات جديدة أبعدتهم عن المجد الضائع للإمبراطورية الرومانية إلى عرقهم ، كانت تجربة النضج وهي عملية تطورية شهدت الدول النامية في وتيرتها الخاصة حيث كافحت لاستبدال حماية روما بقوتها المحلية نقطة التحول إلى عصر النهضة أو الولادة من جديد.

إن ما فعلته الأمم تلك بمجرد تمكنهم من ذلك كان أوله التوجه للكنيسة الرومانية الكاثوليكية، اللتي عرفت نفسها على أنها الحامي الروحي للمؤمنين المسيحيين، بأن أبعدوا سلطتها القوية و الطاغية اللتي كانت بالعصور الوسطى ، فهم نفسهم المؤمنين المسيحيين المطيعين اللذين سعوا إلى الأرثوذكسية و أطاعو في أغلب الأوقات القواعد البابوية خضعوا لتغيير كبير بمجرد الطلوع من العصور الوسطى .

_كان عصر النهضة فترة زمنية بدأ فيها الأوروبي في التساؤل عما قيل له أنه مقدس و جائت تساؤلاته عن طريق الفن و الإختراعات ، العلوم و الأدب و اللاهوت، و سعت الدول المنفصلة في القارة الأوروبية إلى الحصول على ايجابات لم تكن الكنيسة الرومانية الكاثوليكية راغبةََ أو ربما غير قادرةِِ على تقديمها.

الكنيسة اللتي أصبح المسيحيين ينظرون اليها ككيان سياسي قوي يثير الريبة و الشك، يرجع ذلك إلى انتشار التعلم، خصوصا بعد اختراع مطبعة جوتنبرج اللذي ساهم في انتشار الأفكار الجديدة و الجريئة اللتي اصبحت تُنقل عبر حدود أوروبا بتيار أسرع مما يمكن للكنيسة إسكاته.

الباباوات الفاسقين أصحاب السلطة اللذين يستغلونها في إيقاف كل تحدِِ يواجهونه لم يقدروا على الوقوف مرة أخرى أمام فضيحة تمرد القس الألماني اللذي كشف ممارسات فاسدة تنكرت في صورة سلطة كنيسية ، عندما انهارت جدران القدسية انفجرت النزعة الإنسانية ،و ألهمت فن مايكل أنجلو ، وعلم فيزاليوس ،و أدب شكسبير و سرفانتس.

_لكن مع فقدان التوحيد الديني جاءت نزاعات مروعة اذ عانت فرنسا من مذبحة يوم القديس بارثولوميو و رحبت اسبانيا بمحاكم التفتيش لتطهير البدعة .

و في الأخير تم تقسيم البلدان المنخفضة بين الكاثوليكية و البروستانتية ، فعاش عصر النهضة انتصارا للروح الانسانية و أكد قدرة و إرادة الإنسان القوية في التغيير نحو الحرية و الازدهار فقد كان هناك استعداد للموت من طرف رجال و نساء في سبيل حقهم بالتفكير بحرية

الإسكندر الأكبر : حياته و طفولته و حكمه و الأساطير اللتي قيلت عنه إلى موته .

 

الاسكندر الأكبر .

واحد من اشهر الشخصيات التاريخية الأسطورية من مقدونيا و اشهر ملوكها ، ولد قرابة  سنة 356ق.م بمقدونيا و هي مملكة كانت قديما على ضفاف محيط اليونان حاليا ، اشتهر بالقاب عدة في حياته من أشهرها ذو القرنين ، و المقدوني احتل الأراضي الشاسعة من كل حدب و صوب كان مؤثرا جدا على الخلفية و الثقافة اليونانية اذ يشتهر بحماسه و قدرته على ادهاش الجميع حتى بعد موته ، صنع امبراطورية دامت لقرون عديدة و ذاع صيته ارجاء المعمورة .

الاسكندر الأكبر في نشأته و حياته المبكرة و تعليمه:

ولد الإسكندر الأكبر في عام 356 قبل الميلاد في مملكة مقدونيا القديمة , كان ابنًا للملك فيليب الثاني و الملكة أوليمبياس ،  منذ صغره أظهر موهبة كبيرة، وقام والده بتعيين أرسطو ليكون معلما له.
 علّم أرسطو الإسكندر الفلسفة، والمنطق، والطب  كما شجعه على حب الأدب والفنون. تعلم الإسكندر الفكر النقدي، والتساؤل عن السلطة، وهي خصائص ستفيده جيدًا عندما يتولى السلطة.

الاسكندر الأكبر و الصعود إلى السلطة:

في سن العشرين، أصبح الإسكندر ملكًا بعد اغتيال والده سريعاً ما حصل على السلطة، وصعد إلى العرش. 
إذ كان قد تمت تربيته في ثقافة الفتوحات، كان حريصاً على توسيع أراضي مقدونيا قبل كل شيء ، بدأ الإسكندر حملته بغزو اليونان، ثم توجه إلى آسيا الصغرى حيث سحق  الإمبراطورية الفارسية ، استمرت انتصاراته نحو الشرق بحلول الوقت الذي وصل فيه إلى نهر الهندوس، كان الإسكندر قد خلق إمبراطورية من أكبر الإمبراطوريات في أيامه.

الاسكندر الأكبر  و مهارات الجيش :


كان الإسكندر متقنًا لاستراتيجيات الحرب ومترصدًا،، كان يقود دائمًا جنوده من الأمام وكان مشهوراً بشجاعته. 
كان قادرًا على الخداع وتجاوز خصومه من خلال مزيج من الدهاء والقسوة ،تمكن من رصد النقاط الضعيفة في الدفاعات العدو واستغلالها بلا رحمة، فهو على حسب الروايات لم يكتسب مكانته و امبراطوريته اللتي كونها  بالغزو و المكر هكذا صدفة ، و انما تهيء ليكون كذلك عبر احداث متسلسة جعلت منه الشخص اللذي نعرفه الان.

الإسكندر الأكبر و إرثه:

تتجاوز إرث الإسكندر الأكبر عن انتصاراته العسكرية ليوجد في خلق إمبراطورية كبيرة جمعت بين أشخاص من جميع الثقافات والأديان واللغات.
 لم يكتف الإسكندر بالفتح السياسي، بل كان مصممًا على نشر الثقافة والحضارة اليونانية و حث جنرالاته على الزواج من النساء المحليات لتعزيز العلاقات الدبلوماسية وقد أسس مدنًا جديدة، وأشهرها Alexandria ، حيث اجتمع علماء الكتاب والعلماء لقرون قادمة.


الخلاصة:

بعد موته عن عمر يناهز ال32 ، ترك الكسندر الأكبر ورائه أساطير عديدة تذكر انجازاته التاريخية و المؤثرة جدا نظرا لما عاشه من عمر قصير.
الإسكندر الأكبر مات  فاتحًا، رائدًا، وأسطورة ، كان شخصية ذو طموح كبير وشجاعة اللتي جعلته يحول العالم من حوله. وقد استمرت إنجازاته في الاستمرارية الزمنية، وما زال إرثه يلهم الناس حتى يومنا هذا. لم يكن الإسكندر كامل الكمال  طبعا - كان عنيفًا وقاسيًا في الكثير من الأحيان ، ولكن عظمته تكمن في قدرته على النظر بعيدًا عن زمانه ومكانه، وخلق شيء سيدوم لعدة قرون.


اليونان القديمة : بدايتها و تاريخها و الفترات الزمنية اللتي مرت بها وصولا إلى النهاية

 الحضارة اليونانية القديمة


الحضارة اليونانية القديمة تعد أهم الحضارات البشرية على الإطلاق ، و هي خليط ثقافي جمع بين العلم و الفكر و الأساطير , كان لها تأثير عميق على تطور الثقافة والعمارة والفلسفة والفن والسياسة والعلوم في جميع أنحاء العالم.


الخلفية الجغرافية و الحضارية :

تعود الأصول الجغرافية للحضارة اليونانية القديمة إلى اليونان و تركيا الحديثة ، أصولها تتجذر إلى عصور بعيدة لكنها لم تبرز بشكل ملموس إلا عند مطلع القرن الثامن قبل الميلاد و استمرت حتى وفاة الإسكندر الأكبر عام 323 ق.م.
قطع الإغريق خلال هذه المدة اشواطا كبيرة و لا يسهل تجاوزها بأي حضارة أخرى ، كانت تلك الخطوات شاملة كل المجالات من الفلسفة حتى الاستراتيجية العسكرية .

الفترة الكلاسيكية للحضارة اليونانية القديمة :




شهدت الفترة الكلاسيكية للحضارة اليونانية القديمة ، والتي استمرت من حوالي 479 قبل الميلاد إلى 323 قبل الميلاد ، ظهور دولة أثينا الديمقراطية و تميزت هذه الفترة بإنجازات كبيرة في الفنون والأدب والحياة السياسية والعلوم أبرزها : ملاحم هوميروس 
يقال انه مؤلف الأسطوريتين "الأوديسة و الإلياذة" ، 
كانت تلك البدايات الفعلية للعصور الكلاسيكية الإغريقية ، و لم تندثر حتى مع استيلاء الرومان على كل شيء تقريبا ، بل ازدهرت الكلاسيكية اليونانية بعد الروم حتى سميت بالعالم اليوناني الروماني اثر اندماج الثقافة الإغريقية مع بعضها البعض .

العصور القديمة للحضارة اليونانية :

العصور القديمة كانت قبل الكلاسيكية بكثير ، لم يكن هناك وسائل لتوثيق أي حدث كي نسرده الآن بثقة ، ما نعلمه عن تلك الأزمنة هو ما وصلنا عبر الميثولوجيا اليونانية و أساطيرها الرائعة ، حتى من ينقل عنه القصة يستبعد  الباحثين اغلبهم كشخصيات تاريخية ، إذ يتبين أن الرواة أيضا كانوا في الأغلب شخصيات أسطورية ، أشهرهم "هوميروس" و هو من تنسب اليه الملاحم الأدبية الشهيرة عن الأساطير الإلهيّة عند قدماء الإغريق .
كل ما نقرب إلى الجزم بحقيقته هو أن العصور القديمة اليونانية جاءت بعد العصور البرونزية ، و انتهت عند الكلاسيكية بعد ظهور الرومان من الناحية التاريخية.

الحضارة اليونانية القديمة و علاقتها بالإمبراطورية الرومانية :


لربما لا يزال أغلب الناس يضنون ان الإمبراطورية الرومانية كانت وحشية و مستبدة و مغتصبة كذلك لأراضي غيرها ، و هذا خاطئ تماماََ لم يكن الروم بتلك الفضاعة و الظلم بل العكس و ان كانت الغاية لا تبرر الوسيلة ، لا يجب أن ننسى السياق الزمني للأحداث طبعا في تلك العصور كان أرحم حدث نزل على البشرية هو أن الأقوى كان الرومان و ليس غيرهم و أنا سعيدة جدا انني الآن لا أروي بشاعات اكبر من حضارات أخطر ان تسلمت زمام الأمور .
على كل حال لا نستطيع ان ننكر ذلك في العديد من الأحداث المتسلسلة و الظاهرة تاريخيا امامنا ، الإمبراطورية الرومانية العضمى في عز جبروتها كانت تعطي الحق في الديمقراطية للشعوب اللتي تحت حكمها في اختيار حاكم لها مع ولاءه للدولة الرومانية حتى قبل ظهور مفهوم الديمقراطية ، و كانت تعطي الجنسية الرومانية لتلك الدول أيضا ، طبعا ليس لإنسانيتها المفرطة لكن للحفاظ على قوة الروم كامبراطورية حكمت ثلاث ارباع الكرة الأرضية يوما ما ، لم يختلف الأمر مع اليونانيين بل اندمجت الثقافتين معا اكثر من اي شيء مضى ، انتج ذلك خليطا ثقافيا مبهرا خصوصا بالمجال الفني و الفلسفي ، استفادت كذلك اليونان و تأثرت اساليبها بالسياسة الرومانية  و الأخيرة بالفن الكلاسيكي و الأسطوري ناهيك عن الفلسفي لليونان القديمة.



الفلسفة ظهورها و علاقتها الحضارة اليونانية القديمة :

ولدت الحضارة اليونانية القديمة مفاهيم عديدة للوجود الإنساني كالديمقراطية والفلسفة والفكر العقلاني ، و كانت اشهر تلك المفاهيم هي "الفلسفة" .
و هي بشكل عام الأسئلة الأساسية و العامة عن الوجود و الأخلاق و ماهية حقيقة الأشياء و اللغة ، و هي سياق عقلي و اسلوب معين يعمل على ايجاد الأجوبة العقلانية حسب كل فرد ، و هي كمجال او اسلوب فكري منهج شامل يستطيع المرء التفكير عبر نطاقه العقلي و الفكري في ايجاد المنطق على حسب ادراكه في اي مجال كان.
طاليس هو من يسود اعتقاد الجميع انه كان اول فارس من فرسان المشعل المعرفي للفلسفة ، أشهر أولئك الفرسان إلى يومنا هذا هم : أفلاطون ، سقراط و أرسطو .
ساهمو جميعا بطريقة او بأخرى في التطور الفكري ككل ، ولا تقتصر مساهمتهم في الفلسفة فقط، و بحثهم الدائم عن الحقيقة غير وجه الفلسفة و غير معه ثقافة و تراث اليونان بأكملها و لا يمكن ان ننكر اثارها في الفنون و العلوم و السياسة و التعليم في مجالات الحياة العديدة حتى يومنا الآن .

خلاصة :

تتميز الحضارة اليونانية القديمة بشكل كبير بتاريخها العريق وتأثيرها الكبير على الفلسفة والعلوم والفنون في عالمنا الحديث ، كان الإغريق يؤمنون بقيم الشجاعة والجمال والحرية وكانت تقوم على نظام ديموقراطي حيث يشارك الشعب باتخاذ القرارات السياسية. 
كما أن المعمارية اليونانية القديمة، مثل الأعمدة الدورية والهياكل البسيطة، لا تزال تؤثر على التصميم الهندسي الحديث ، وتميز الأدب اليوناني القديم بأعماله الشهيرة مثل "إلياذة" و"أوديسيا" لهوميروس، و"أوردوسية" لهيسيود. ويعتبر الفيلسوفون اليونانيون القدماء مثل سقراط وأفلاطون وأرسطو من أهم المؤسسين للفلسفة الغربية وأعمالهم تزال تؤثر على التفكير الحديث.

مواضيع خارجية :

الإسكندر الأكبر

إيطاليا من العصور الوسطى إلى عصر النهضة الأوروبية

  الولادة و البدايات الإيطالية : 🌸 ذات مرة كانت روما إمبراطورية عظيمة شاملة أراضٍ لم تكن لها بل بكياناتِِ أخرى قبل روما لكن خضعت تحت قوة ال...